عبود في المدرسة
قصص
لدنه شوايه
في كامبات اللجوء في إوربا :
ول حمود ماني أخوك زت هالكنزة بالنشافة مو تعرفها هالبيضة تشبه الغسالة بس بابها أعرض ..
عبود ذو ال ٣٠ عاماً وصل إوربا منذ شهور وينتظر كغيره قرار الاقامة ، يجلس على كرسي وبين فكيه سيكارة (( دك )) وبيده مفتاح خزانته الصغيرة ينكش به إذنه اليسرى وباليد الاخرى يحاول قص إظفر إصبع رجله اليمنى الاسود (( مدوحس أولي واقعة عليه بلاطة يومن بلطم البيت بال ٩٥ ))
حمود بضحكة قوية ألحز ياعبود معد تنشف هدومك ألا بالنشافة ؟؟؟ الله يرحم حبل الغسيل المصنچ ويحل عالابيض !!!
يضحك عبود وينسى حالو ويلچع لحم إصبعو الميت بالسيكارة ، إييييييييه زمان يول حمود ..
يصفن عبود ويبدأ بالسرد :
أتذكر يومني عجي صغير قبل مافوت المدرسة چانت أمي تغسل كل خميس الصبح وتحممنا بالليل لانو صوبة الحمام ماتشتغل الا مرة وحدة بالاسبوع ، چنت بالصيف أعدي من جدامها وهي بالحمام تغسل فوق غسالة الحوض ولحد الأن اتذكر (( برش الغسيل )) مثل برش الخشب مرة بالغلط چليت منو وكل فصوصي يومها ريحتهن طيبة ، يضحك عبود ويكمل إيييه والله چنت اذا أجي من الشارع وأكون متمرغل بالتراب من أعدي من جدام الحمام تصحيلي أمي وتشلحني كل هدومي وتزتهن بالغسالة ولو مو حرام زتتني زاد اني چنت أكيف اني اطلع عالحارة مصلخ خصياني يلوحن وفارط من الضحك وأركض والعجيان يصيحون يااا ياااا طالع ((........))
بالليل عاد تكون امي خلصت غسيل وشرت الهدوم على تيل الحبل وتفوتنا عالحمام تحممنا كل واحد أربع دوار تعصر بينا عصر مثل الصواصي چانت يومن تنظف خشتي تضايقني لانو ترصها بحيل وچان يفوت بيها رغوة صابون ونوبات يفوت بعيوني صابون الغار ويحرقني ويا يما يومن تكون معصبة وتفرك بحجرة الحمام السودة بقوة مرة روحت ثلث شامات لمحمدنا من الفرك ، بس بعدها أطلع والله جديد خلنج ومالي قلب أسلم على عجيان الحارة الوصخين ،
يعدل قعدتو عبود ويتربع ويكمل حديثه :
إيييييه يومن فوتوني عالمدرسة ضحكم علي على أساس جابولي هدوم جديدة وصدرية بيچ جديدة وفولار برتقالي وطاقية كحلية دايرها برتقالي ولحد الأن ريحة دفاتر الهاشمية بخشتي (( بلحظتها ينشق خنتو عبود )) وريحة الچنطة الجديدة ، ليلتها نوّمت كل غراضي جنبي حت البوط الجديدة حطيتو عند راسي والجرابات وهذا اليوم الوحيد الماقعدت بايل بي على حالي مدري من الفرحة مدري ماشربت چاي بالليل چنت ملتهي بالغراض ،
كعدنا كلنا الصبح أبوي لسعو نايم كعدت أمي وكل ماأتذكر كعدت الصبح عالمدرسة أتذكر كفش أمي لانها تكعد اول شي وشعرها مكفوش ، اني چنت قاعد قبلها بس أريد الشمس تطلع وبنفس الوقت لانو راح الليل واني مابلت على حالي مشان أضل محافظ ، لبسنا وأفطرنا جنبة وزيت وزعتر وخاثر وچاي ونوبات حلاوة أذا يكون أول الشهر وأبوي قابض الراتب ،
(( في هذه الاثناء يدخل عليهم أثناء الحديث شب معاهم بسكن الكامب من حمص ويسأل دور التنظيف على مين ياشباب ؟؟؟ ))
يرد عليه عبود روح ألحز بالليل نتفق ؟؟؟
يتنهد عبود ويكمل حديثه :
وين چنا ؟؟
حمود : عند الحلاوة ؟؟؟
عبود أي أي المهم أتذكر أول يوم ليا بالمدرسة لابس هدومي الجديدة وحاط الفولار حابسو بجوزة بنية مثل قطعة الچوكولاطة ولابس بنطرون جنز جديدة والجرابات جدد حت اللزقة نسيتها عليهن ،، الجنطة مليانة دفاتر وقلام وأدوات هندسية يقول طالب طب ومحايات وبرايات وبالقسم الجواني من الچنطة بي چيس نايلون ازرق بي درم حلاوة ودرم زيت وزعتر ، وبجيبي خمس ليرات خضرة للضرورة ، اليوم الوحيد اللي حطت بي أمي بجيبي محرمة (( كلينكس )) هو هذا اليوم ...
طلعت من البيت گايدتني امي معرم نافخ صدري والبوط ضيق يحز رجلي بس صبرت وفرحة الهدوم والغراض الجديدة چانت أقوى ، الصواب لمن وصلت باب المدرسة ...
يكمل حديثو عبود :
وصلتني أمي لباب المدرسة وچان تدنجر علي وتحبني ودشرتني وسوتلي من بعيد باي باي ، يارجل حسيتها بوسة الوداع أخرا بل باي باي شسوي بيه ، مشت أمي توني حسيت بالصواب وأزتلك الچنطة وأقوم أبچي وأفلخ بالحارة المهم جابوني مكتف هي والاذن والله فوتتني عالصف وسلمت العهده للانسة ، الانسة عاد جدام أمي ياأهلا حبيبي شنو أسمك ياشطور ، أمي عاد توصيها ديري بالچ عليه ترى هذا أول نهار لوا ، عبود يقول الصف مليان وكلها تضحك ومبسوطة مابي ألا أني وچم طالب ((مخنچرين )) خايفين وخريايين على حالنا ، اللوح لونو أخضر مدهن جديد وحت خشبة اللوح البنية مدهنة جديد ،
أخر شباك بالزواية مكسور دائماً ، المقاعد بعضها جديد وبعضها عتيگ وأخر مقاعد عليها خريطة وبقلبها لفات زعتر يابسة من العام الماضي ، الدنيا صيف والصوبة دبوها عليه تراب وبلورة بابها مكسورة ، وجواها بي تالي مازوت يابس من العام ، بصدر الصف من فوق بي صورة لزلمة أشيب قاعد على كرسي أني أحسبو يدحق علينا لانو كل ماأدير وجهي ألقاه يدحق علي بعدين عرفت إنو حافظ أسد كعدت بالمقعد الثالث الفرقة النصانية ، قامت الأنسة تسألنا عن أسمائنا وأباهاتنا شيشتغلون وهين بدأت أحس بشي أسمو (( الفرق الطبقي )) الأنسة چانت حقيرة الطالب اللي يقول أبوي دكتور أو متعهد أو عضو قيادة فرع چانت تضحكلو والطالب المسكين ابن صغار الكسبة چانت فوراً تقول البعدو ، بي جوا بخشبة المقعد الجوانية علچ يابس ، كتبت الانسة عاللوح شعار الحزب :
أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة
وجواها كتبت تاريخ اليوم ،
بدأت تكتب الأحرف وكل شوي تفتح باب الصف وتندار علينا تقول :
الله يقطعكم شماچلين (( ماكلين )) ؟؟!!!
ولمن كبرت فهمت شنو قصدها .. الله يسامح الچان يتعشى بيض مسلوق بس ،
رن الجرس الحصة الأولى طلعنا نركض مثل الجدايا عالباحة وأني لسعني مستغرب ، اذاعة المدرسة مسجلة سودة ومكرفون أبيض بزاوية الباحة وحاطين أغنية لعلي حليحل ،
خربانة الدنيا بالباحة صياااح ولعب وبچي وخنان ودموع .. بزاوية المدرسة بي لمة أحسب حدا مات طلعت بسطة الأذن ، ولد العائلات الارستقراطية يشترون أيس لولو أو أناناس أو بسكويت دينغو وأكثر شي چان يبيع دگة ، وعالزواية چانم أولاد الطبقة الكادحة يتنظرون القوافل مشان يشلحونهم الاكلات (( توازن قومي )) عندي يومها خمس ليرات خضرة رحت أشتريت دگة وچيس بطاطا ديربي وقوة مروة وقفت مع أبناء الذوات والأنسات زاد أني أشتريت ، لفت نظري شغلة چان من يندج عجي إبن عيلة وعليه القيمة يركضون عليه يجي ثلاثين عجي يارجل يجونو من أخر الباحة ويسئلونو إحنا مالنا دخل مو إحنا ماطبيناك ، بعد التحري طلع العجي إبن أنسة ،
عطشت ورحت أشرب مي ، حنفيات المي مثل معلف الدواب تبع المي عالحنفية متعربش ثلاثين عجي ، وكلها بعد ماتخلص شرب مي تمسح بردانها مع شقهة (( إحححححح )) يارجل يكون چان يركض مو يشرب مي ، أني صدريتي جديدة وحت الطلاب لأنو احنا اول يوم بالمدرسة بس مع كل هذا چنت أشوف كمام صداري العجيان تلمع ، مع الوقت عرفت السبب ، رن الجرس وبالضبط مثل يومن تتفجر عبوة ناسفة بشي مكان المدرسة كلها تركض وكل واحد بأتجاه أخر شي يصفون بالصفوف ، فتنا بأنتظام لانو كل باب جواني للمدرسة بي أستاذ واقف وشايل عصاية ، فتت أدحق عالصفوف واحد مكتوب عليه الصف السادس الشعبة الرابعة ، واحد الصف الرابع الشعبة الأولى ، واحد الصف الخامس الشعبة الثانية ، بي بزاوية الكريدور لمة قربت وإنو بي طالبة مسكينة بايلة على حالها وتبچي والعجيان والعجيات ملتمين حواليها (( شعب يشمت حت بالميت )) دحقت عليها المسكينة شلون خايفة وبنطرونها مرطرط عرفت أنو تضل بولتك بفراش أهلك أستر ، والله فتنا عالصف بلشت أخذ عالجو جت الانسة ومن فاتت صاحت بصوت مو ناعم (( سكووووت ))
بي طالب راسب بالاول أسمو حسنيكو من الطبقة المسحوقة حسينكو الصبح لمن فتنا چان وجهو أسود لمن رجعنا من الفرصة وجهو يعطي على زهري ثاري حسنيكو يومن طالعين احنا فرصة مو مخلي محاية أمهات ريحة مو سارطها يارجل مفلي الصف تفلاية فرقة فرقة طبعاً الانسة صادتو شلون لمن تريع . تريوعة كلها ريحة جوري طلع مفطر عوافي على قلبو ، والله جا الاذن ودق الباب بإحترام وناوش الانسة ثلث علب لونهن ازرق طلع هذا الطبشور علبة ملونة وعلبتين بيض لانو اثاري الانسة الصبح مطالعة طبشورة من چنطتها نسيانتها من العام ، أني قاعد العب بالقلم أدفشو على ساجية المقعد اللي ينحط بيها الاقلام وقاعدين بأمان الله وچان يندگ باب الصف وفاتم نسوان اثنين وزلمة ومعاهم المدير وقامت كل الطلاب تبچي ...
يكمل حديثو عبود
قاعدين بالصف بأمان الله فاتم زلمة واثنين نسوان شايلين صندوق ، حسنيكو راجع كل المحايات من الخوف ، ثلث طالبات بالمقعد الثاني بالفرقة اليسرى بالن على حالهن الصف يقول حمام مقطوعة ميتو ، وعليش الچذب زاد أني قمت أبچي مثلي مثل ربعي ، بلشم يهدون بينا والله بلش التصليخ (( هين عاد يتنهد عبود ويقول جد مابي احلى من ايام المختلط )) .. خلص التلقيح المهم صارت الساعة ١٢ . يضحك عبود ويقول لحمود يارجل مايروح من بالي منظر فتحت باب المدرسة الچبير والصرفة عالبيت شلون لمن تفلت الصخلات من باب الصيرة يطلعن كل ثلاثين سوا ، يارجل بي عجيان مايحلق يطلع الا لحالو وچنتطو تضل عصيانة بحديدة الباب ، تعرف لحد الان ريحة الدخان يومن يحرقون الكناسة بالبراميل بزاوية المدرسة اميز ريحتها ، اييييه شلون چنا يومن نرجع نزت الچنطة ورا باب البيت والفولار بمكان والصدرية بمكان ، شلون يومن نفرح بتجليد الكتب والدفاتر ، ريحة الكتب الجديدة اللي يسلمونا اياهن لسعها بخشتي ، كلمة (( نعم أنسة بدي أروح أتسير )) يومن چنا نأشر لبعض ونطلع نكب الوصخ بالسلة ورا باب الصف ونلتقي فوقها ، راااااااحت ياحمود راحت كبرنا وصرنا بكد الجحاش كل واحد راح بطريقو ومستقبلو ، حمود تتذكر الاثنين الجانم يقعدون أول مقعد يلبسون نظارات (( كعب الفنجان )) هذول صارم دكاترة ، وحسينكو الساقط دشر المدرسة من التاسع وصار نجار بيتون ، والعجية الچانت تكفش كل عجيات الصف الچنا نسميها حسن صبي توظفت بالاتحاد النسائي مع انو مكانها بجمعية الحرفيين ، تتذكر العجي اللي من كبش وچانم سكانين بالرقة ياخي اللي يوصلو أبوه ببيكاب الشفر الازرق زاد عاف المدرسة واستلم كواعي أبوه ، العجي الأدلبي اللي كان يبوق اللفات بالفرصة المقعد قبل الأخير صار شرطي بمخفر العكيرشي ، ابن الآذن أبوه دبرلو منحة دراسية على روسيا و صار مهندس و باق البلدية و الخدمات الفنية و نص مزارع حوض الفرات ، واحد كان أبوه مسؤول كبير ضل أبوه يشتريله المراكز الامتحانية من التاسع للتخرج من الجامعة و سمعت صاير رئيس مافيا برومانيا و نسى فضل البلد عليه و على أبوه ، الاخوة التوم القرامطة خلصم التاسع واستلمم محل أبوهم بشارع تل أبيض (( داخليات رجالية وجرابات )) يضحك عبود ويغص بالسيكارة من الضحك ووجهو يصير أحمر ويقول لحمود تتذكر العجي الزنوه الچان يسجل أسماء المشاغبين ويعطيها للانسة صار أمين فرقة حزبية وحلمو يستلم شعبة الريف ، الحلبية المعانا واحد فتح مطعم وواحد فتح محل جملة ، إييييه شكد بي شباب إنظلمت نص طلاب الصف توفت ابهاتهم بوسط مسيرتهم الدراسية و دشرم المدرسة تايساعدون اخوتهم اليتامى و صارم : واحد مصلح بوابير وواحد معلم ورشة دهان. واحد بياع طوناج على طريق الماكف ، واحد دلال بسوق الجمعة ، واحد شوفير فكس على خط المنصورة الطبقة .
بس أكثر شي صدمني لمن فتت مرة على دويرة الخضرا و لقيت أستاذي خلف بالصف الأول يصيح فوق كوم بردقان ، الثلاث بمية ؟؟؟
راحت المدارس وراحت الاستاذة هذا الهج وهذا القام يشتغل شغل ثاني لانو ماضل مدارس وتفرگطت العالم وكلمن صار بديرة عجب يوال حمود نرجع نجتمع من جديد ؟؟؟
حمود : مازالنا قاعدين من بعيد نتبكبك عالبلد وكل نهار نصلخها بوست شوق وحنين من طيز حسنيكو نرجعلها وترجعلنا