الفتاة في الريف
تعمل في كل جوانب الحياة، وللأرض حصّة كبيرة من
خدماتها، أمّا بالنسبة لموسم جني القطن، فهو مختص بالمرأة بوجه عام، والفتاة بوجه
خاص؛ لأنها أكثر نشاطاً وحيوية، فقطاف ثمرة القطن يحتاج إلى نعومة وخبرة، ويتطلب
العمل وجود عشرات الفتيات في الأرض الواحدة، فالمساحة تكون كبيرة، فإذا كان العدد
قليلاً يحدث التأخير بإنجاز كامل الأرض، والفلاح يفضل أعداداً كثيرة من العاملات،
لكون الموسم قريباً من فصل الشتاء؛ فإذا هطلت الأمطار يتأثر القطن ويتضرر، وعلى
الرغم من كل التعب والإرهاق في الأرض، فالسعادة كبيرة جداً، لأن اللقاء يكون منذ
ساعات الصباح الأولى حتى لحظات الغروب، وأخذ فواصل من الاستراحات التي يتخللها
الغناء والمرح، إضافة إلى تناول الطعام معاً، ومن الأغاني التي تغنى في
حقول القطن بشكل عام سواء في قطف الجوزات أو في جمع الحطب الأغنية التي مطلعها:
يا حوّاشات القطن/ حوشوا القطن بازهارو
وعند انتهاء موسم القطن لا يبقى في حقوله إلا نباتاته التي تأخذ بعد
فترة باليباس
فتقوم النسوة بجمع الحطب،
يستمر العمل طوال ساعات النهار، بحيث تستطيع كل عاملة من العاملات أن
تجمع الحطب في نصف دونم من الأرض في اليوم الواحد، ويتم العمل بأن يقص هذا النبات
بالمناجل والفؤوس في الجزء السفلي منه، ثم يجمع في كومات صغيرة، ثم تجمع هذه الحزم
في حزمات أكبر بانتظار نقلها بواسطة "التريلات" أو سيارات الشحن مثل
"الكيّا" ثم تنقل إما إلى المنزل أو يتم بيعها،