رعيّة حمود
قصص شاوية
لدنه شوايه
تأليف : أنس الحمود
دوندرمة دوندرمة بدلّنا گرگورة بهرمة ،
(( الگرگورة هي صغير الغنم (( فطيمة )) والهرمة هي النعجة او الغنمة الكبيرة في العمر ))
منذ إلتقينا وهو يردد هذه الأغنية دائماً ،
في الربيع هولندا تٌعتبر من جنان الله على الأرض ، الخضار يغطي كل شيء ويقابله سماءً صافية بغيوم بيضاء كالثلج ،
كان عندما يرى العٌشب الأخضر يغطي الأرض باللاشعور يقول :
أويلاااااااااااه حسافات غنمنا هين يما ياولي الأ يغدي الحليب والجبنة والزبدة بعلو القاووش ...
حمود مثله مثل أي هارب من الموت ركب الطريق ووصل إلى هولندا ، رأيت فيه الرقة الصافية العفوية والخالية من التصنع ،
إتصلت عليه لإطمئن عن حاله :
أنا : مرحبا ياحمود (( بمد الواو ))
هو : ول يامرحباااااااااااااا يامرحبا شعر شاربي عصابة راسي سنايدي وليد عمي ..
بعد السؤال عن الحال وعن اللغة :
أنا : ها ياحمود شلون اللغة معاك ..
حمود : أخرا بيها يازلمة حرام الفهمان شي صاير بيا مثل الساقط من السما حرام إذا فهمان نونو عينة (( نونو عينة = لو قليلاً جداً ))
يكمل حديثه : إيييييه عالعندو خمسين راس هين بهالمربعانية ومكعوف السنة كلها بفروتو ودوابو وجحاشو وچلابو حواليه ...
طلبت أن نلتقي وأن أزوره ، فرح جداً لهذا وعبر عن ذلك بقوله :
يما ياولي على هالضيف الزين يامرحبا بريحة هلي ،
، قد أكمل السنة ونصف في هولندا ولكن لم يندمج كما ينبغي لاحظت هذا عندما قرعت الجرس وقال :
ياالله يالله جاي ، منهو ؟؟
تصافحنا وحظنني بقوة لدرجة قلت له :
كسرت ظهري يارجل ،
ضحك كالعادة وقال : أنتم أهل المدينة رخوين ماضربتم زبدة عرب وسمن عربي ،
يداه كانت مليئة بالطحين ، قلت له :
ول أشوف طحين حمود !!؟؟؟
رد علي بضحكة طيبة فيها رائحة هواء برية الرقة : لا تخاف لاتخاف أعرفك مأنتك مامصختك مامصختك (( ماوسختك ))
دخل المطبخ ولحقته ، بصوت عالي قال : يارجل صمّونهم حيشا نعمة الله مثل علف الدواب مابو طعمة ، حلاة الخبر مملح ومقرمش ، طبعاً حمود كانَ يخّبز .
تغدينا ثريد فروج بمركة حمره ، وضربنا بعدها كاسة چاي ثقيلة حيل وحلوة مثل چان الحطب ، طلبت منو نتمشى بما إنو الدنيا عصر والشمس هذيج هي بچبد السماء ،
حمود ساكن بجرية العزابي الوحيد اللي انبسط طلعلو بيت بجرية ،
أنا : ها حمود مبسوط بالجرية ؟؟
حمود : جخة والنبي على گديدي (( على كدي )) واهلها ناس طيبين يومن نشوف بعض مانخلص من بعض ولا هم يفهمون علي ولا أني افهم عليهم ،
سألته : ها ياحمود شلون الهولنديات معاك ؟؟
حمود : يارجل باهتات مابهن طعمة والله أني لون الند ليا صخلة الرقة ولا قزال إوربا ، طلعنا نمشي على أطراف الجرية ، شاف قطيع غنم ، باللاشعور صاح : تري تري تربش تربش يحا يحا ..
يقولها والدم يكاد يخرج من وجهه من الفرح ،
يبدأ الحديث : راااااحت رااااحت إييييه على ذيج الايام ، چنت سارح بدوابنا ودواب عمامي القدور والعزو ، چنت نربع بالبرية أني و دغن وجعيدان هذولا رعيان من شمال سلوك ، بس يجون عندنا ، چان عندي جحش إسمو شنبر هو چان كر بس كبر وصار جحش ، أبو شنبر إسمو أبو صاهود جحش أملح بس نشيط وكداد ، چان عندي چلبين واحد إسمو زريگان وواحد إسمو فاحيج وچنت مركب برقابهم طواق حديد ، مشان يمردعن الجلاب ألاٌخرى (( بضم اللام )) إييييييه دحج دوابهم شنون مابو طعمة يقول مقسول بكلور ، وين دوابنا قربان الله يازين هالصوف الابيض والاسود ، شفت الطلي يازينو يومن ينولد ،
خيو چان عندي مراييع صوت جراسهن ينسمع من اول الجرية واحد إسمو هماشي وواحد إسمو دعبول ، هماشي إبن النعجة العبسة ، ودعبول إبن النعجة الرخمة ، وچان عندي زاد النعجة الجرنة والنعجة العجبة ،
يضحك ويكمل حديثه :
چان الراعي بينا مخو محصور وين ترعى دوابو بيش ماكان مايهمو من شنو يشبعن حلال حرام زاد مايهمو المهم يرجع عل البيت دوابو شبعانات ، هذا بالزور طبعاً .
يقعد من طيز الليل ينشر بيهن اول شي حوالي السكة على هالعاكول و الطرطيع (( أنواع شوك )) ولمن تعرف انت يكشف الكشاف ويمد عاد عالحويجة بهالزل والشوك وجراس مراييعو يسمعها التايه ودايما حاسب حساب المرايع بل الخبز يعني اذا هو ياكل رغيفين يجيب معاه عشر رغفان مشان المراييع والجلاب ، (( المرياع هو خاروف يكبر شوي ويربطون خصيانو بمطيطة تا ينقطعن ((يخصونو))
ويضل يعلفونو هو و الجحش مع بعض مشان يتعود يضل جنب الجحش مايبعد عنو ، شغلتو بين الغنم يلم الغنم حوالي ومن تضيع الغنم من تسمع جراس المرياع تلحقوا وتلتم ....
طبعا ملفتنا (( كيس الزوادة )) تشبع عشر زلم مليانة خبز الصاج والسمنة والبترينة تبعيت الجاي يوميا يعبيها من السكر ووالعشبة (( ورق الشاي ))
ويومن عاد تربع الدنيا الراعي سارح بهالبرية والدواب طاشات بهالربيع والراعي متچعوچ بهالمشمعة او الفروة ومسويلو كاسة جاي وبسدو المراييع والچلاب ، والجحش يحوص غاد يدور يتمرغل
وكل حاز الجحش الحمار يمط برقبتو عالخرج يريد ياكل غدايا بس على منو وأني أخوك عجل مو احطلو على رقبتو عصا موصولة بظهرو تا مايقدر يندجر وياكل الزوادة ، يضحك ويكمل حديثو :
خيووو مرة رحت أطير مي الله يعزك ورجعت لقيت الجحش ماچل الزوادة (( بيض وبطاطا مسلوقة وبندورة وخبز صاج )) وچان من حرت قلبي أشيلو فوق وأنكتو ، هههههههه ،
ول صحيح أشوف ماعندهم جحاش هين ،
يارجل غير شكل يومن يعصبك الجحش غاد وتقلو (( هووش هوش وإذا يكون جنبو عزبات تقلو هوش ياقلبي هوش (( غزل غير صريح )) .....
إييييه على ذيج الايام نكعد نراقب شنون الچبش يحني عالنعجة (( تزاوج )) والتيس شنون يومن يخلص حني ويصيح : (( إححح تولولوووووو )) وينفض بلسانو نفض ،
يكمل حديثه :
دحج والله العظيم هين كلشي زين بس ياخي غاد غير شنون هوا البرية يومن تصير الدنيا غروب ويومن تكوّم بحالك جوا ستير المي وتعلج الجمرية وحواليك الچلاب والجحش والله تونّس بيهم وهم حيوانات ، مرة من المرات لدقتني عگرب وأني نايم ، والحمدلله حوالي جعيدان وسحب السم بإثمو ،
أنا : يارجل الحمدلله مامتت ،
حمود : يضحك يارجل أخوك مثل البس بسبع رواح ، بيومها ورمت رجلي ودزني أبويا أني وأخوي الجبير محمد الله يذكرو بالخير دزنا على حلب رحنا عالدكتور وأتذكر يومها محمد ضل بحلب عندو شغل ورجعت لحالي بالفكسات ونهارها مابي الا فكسات الدير ، هههههههههه يضحك حمود ضحكة قوية ،
سألته شبيك شتذكرت بالله ؟؟!!!
حمود : خيووو بيومها أني قاعد بالفكس الكرسي القبل الاخير ومغطي وجهي بالجمدانة مشان الشمس ، وبي وحدة يمچنها لبنانية مدري شامية المهم تحجي حضري حيل ، قاعدة وراي ترضع إبنها ،
العجي مايريد يرضع ويبچي والأم كل شوي تقلو هو إسمو فادي تقلو فادي ترضع ولا أخلي عمو يرضع تقصدني أني تحسبني نايم ، أخوك عاد أني هين شنورت إذاني من جوا الجمدانة وعين الذيب وحدة مفتحة ووحدة مغمضة ،
أنا : طيب إييييه شصار بعدين ؟؟
حمود : صخام على وجهي ، الطريق كلو تقلو هيج وأني نسيت حالي ،
والزنوة فادي لا خلاني أرضع ولا خلاني أنزل بالرقة طبيت الدير من ورا فادي ...