(أسماك الفرات: شَبابيط الفرات)
يعتبر
نهر الفرات، موطن أصلي لأنواع كثيرة من الاسماك الفراتية التي يتم اصطيادها بطرق
عديدة
ومن
هذه الاسماك
الحنكليس (نصف حية نصف شبوط)
وهذا
النوع يتميز ظهره بوجود سكين زعنفية حادة جدا، قادرة على قطع الاصابع ولحم اليد
ويُصطاد
على شتى الأطعمة
الرومي (اللزيق)
و
هو السمك الفراتي الوحيد الذي يتميز بلون لحمه الاحمر القاني، الذي يشبه لحم
الخروف , و هناك ناس لا تأكل إلا الرومي ,
و
نادرا جدا ما يصطاد على الطُعم لأنه ذكي، إما في النتر او الديناميت , او الكهرباء
الكارب الفراتي
ذو
الحراشف الصفراء الذهبية، الذ و اشهى الاسماك الفراتية على وجه العموم , و شوكه
كبير يسهل استخراجه
وأكثر
اصطياده يتم عن طريق ردات مطعمة بالذرة الصفراء
قد
يصل وزن الكارب الفراتي الذهبي الى عشرين كيلو. وكلما زاد وزنه، يتفلطح دائريا في
حجمه
البياض , او المطواگ
ذو
اللحم الابيض، الذي يشبه لحم صدر الدجاج بعد الاستواء , يكثر فيه الشوك الناعم ,,
و هو شره جدا , و يأكل اي نوع سمك اصغر منه ,, و يُصطاد بسهولة على اي نوع من
الاطعمة , بسبب شراهته , و لا يستطيعون تربيته في المسامك , لأنه يأكل الاصغر منه
, و فمه اكبر فم سمكة فراتية , و هو اسرع سمكة بالنهر .
وقد
يصل وزنه من ١٠ الى ١٥ كيلو
الاسماك الفراتية ذات الحجم
الكبير
تعتبر
نادرة و خطيرة جدا , و لا يزال قسم منها موجود برغم الصيد الجائر .. وتقبع في قاع النهر.
وهناك مغاور نهرية كبيرة
تركن اليها هذه الاسماك الضخمة الشبوط الكبير لا
يأكل الطعم مباشرة
ويضربه
بذيله بقوة كي يتأكد منه. حيث ان هذه الضربة تولد ردة فعل عند الصياد العادي الذي
يمسك الخيط. فيتبادر لذهنه ان الشبوط قد سحَب الطُعم ، فينتر الصياد الخيط ، فيعرف
الشبوط انه طُعم ، و لا يعود للطُعم
.
اما
الصياد الماهر، فهو يعرف هذه الحالات النادرة .
اذا
مسك احد الاسماك الضخمة بطعم صياد ما ، على سبيل الصدفة
فإنه
إما ان يقطع خيط الصيد اذا كان رفيعا
-او يمزق يد الصياد إثر سحب الخيط بسرعة و قوة مفاجئة
- و احيانا يربط الصياد الخيط على يده , فيسحبه للماء بقوته
فقرة
الحماس و الطَرافة
البني
و
هو مشهور جدا في ارض الفرات و لحمه لذيذ , و عليه طلب كبير
قد
يكبر سمك البني ليصل الى 150 كيلو غرام و عند وصوله لهذا الحجم , يسمى ( الفرخ
)
في
حالات نادرة جدا ، يقال انه يصل وزنه من 175 ، الى ٢٢٥ كيلو و يسمى حينها بالجَزِر
او ( الاحدب)
هناك
حَدَبة صغيرة على ظهره .. و لكنها تصبح واضحة اكثر , بعد ضخامة حجمه .
طريقة صيد الاسماك الفراتية الكبيرة ، في
الزمن الماضي
يأتي
الصياد بقطعة لحم كبيرة ، او أرنب ميت ، او دجاجة ميتة
او
خروف صغير جدا يسقطوه من امه و هو ميت
يسموه سابقا ( الطُرُح)
ثم
يلظم بالخطاف الكبير ,, او الشمبر باللهجة العامة ,, بشكل جيد و مُحكَم .
و
يكون الخطاف كبيرا جدا ، و قُطره بحجم كف اليد .
- و يجب ان خيط الصيد سميك ، بسماكة عود الكبريت .. او اسمك
قليلا .
- يُربط هذا الخيط في جذع شجرة كبيرة قريبة من النهر , و يتم اخذ
هذا الطُعم المربوط بالخيط ، الى وسط النهر .. إما بالسباحة يدويا .. او بالسفينة
,, كي ينزل الطعم و يستقر بالقاع .. لانه ثقيل و يصعب رميه من الشط كالطعم الخفيف
.
- و يجلس الصياد بعدها على الشط .. و ينتظر إن كان له نصيب في
اصطياد سمكة عملاقة ,,
احيانا
ينتظر يوم ، و اثنين ، و ثلاث و احيانا اسبوع ,, و الطعم لا يزال موجود بقاع النهر
، إلا ان يمل الصياد
,,
و
اذا لم يصطاد شيئ ، فأنه يسحب هذا الخيط من البعيد ، و يغير الطعم
تحكي
لي جدتي رحمها الله ,, عن اباها سابقا , رحمة الله عليه
- انه كان صيادا ماهر و متَمرس و شجاع ..
و
عاش عمره ع ضفاف الفرات .. و كان من اشهر صيادين السمك آنذاك في دير الفرات .
- تحكيلي انه يصيد السمك دائما ..
و
لكنه و لمرة واحدة , صاد ( شبوط ) ، شبهتلي اياه ، بتشبيه حرفي بليغ .
- قالت لي رحمها الله ,,
((( جدك صاد شبوط , يركب عليه الولد الصغير ))) ..
- قالت لي (( انه ربط الخيط على شجرة كبيرة جنب النهر .. و
الشبوط قد سحب الطعم الموجود في قاع النهر ، بعد ايام من وضع الطُعم
)) .
- و بقي هذا الشبوط يناحر في عرض النهر .. يذهب و يعود .. و بعد
فترة من الزمن هدأ و تعِب .. ثم سحبوه بقوة من النهر بواسطة ( تريلا عادية
) .
.. و لم يستطيعوا اخراجه من النهر هو هائج ))
- عندما حكتلي جدتي رحمها الله هذه القصة ، كانت في السبعين من
العمر تقريبا ، و الروح منها شباب .
- و اكملت لي القصة قائلةً ..(( وزعنا للجيران من هذاك الشبوط ،
كل فِرضة هالقد ،، و هي تُشير لي على ساعد يدها .
- بما معناه ان كل قطعة راحت للجيران ، بشكل تقريبي ، كانت بحجم
كتف الخاروف )) ..
- رأيتُ الخطاطيف بعيني ، ( الشنابر ) ، التي كان يستعملها جدي
بالصيد ، رحمه الله .
- تخيلوا سيخ شوي .. و هو ملفوف على شكل شنبر
..
و
الشنبر الواحد قطره بحجم كفة اليد دائريا .
( مثل چناگل القصاصيب ) .
- و خيطان الصيد السميكة ايضا رأيتها بعيني ، و مسكتها بيدي ..
كانت ملفوفة على خشبة طويلة لها راسين .
- كانت موضوعة ع السقيفة للذكرى .. في زمان الطيب و المحبة
.