بوق الدولة حلال قصص شاوية
الرقة :
بقدنوس بقدنوس خيار بندورة فجل خباز سلگ رشاد بصل أخضر ، وين ام العيلة وين ام العيلة ، عوربانة خشب ثلث دواليب يدرجها سلوم بياع الخضرة ...
الثامنة صباحاً ...
نهاية الشتاء بداية الربيع في إحدى حارات الرقة المنسية والمهمشة تماماً ..
حمادي متلطم بلفاحة وحاط الخبز فوق راسو والخبز فرط لوا دخنة وهاي رجعتو من الفرن . خذا كشمة خبز حارة ابن الجيران ويسأل حمادي زحمة عالفرن ؟؟
حمادي : يبوووووه يامحمد امم امم ياتلحق ياما تلحق الساعة ٩ يوقف السير (( سير الخبز )) متّن وجهك وخذ من طاكة النسوان ، بي شياب اثنين بالحارة خنابات وصاحين وفوقها مرجلين . أبو حمادي وأبو حسين قاعدين على كراسي خشب مدورات جدام إثم باب الحوش عالشميسة وحاطين طربيزه بيضة بلاستيك ويشربون چاي بچيدان بافون من الاوليات ويدتو محروقة من نار البوتكاز . الكاسات مثرومات وبي سطل مي خاف يجي حدا يكعد مشان الغسيل السريع سوطة وعالماشي .
أبو حمادي : شسويت أبو حسين مشان ظهرك خاف لسعو يوجعك ؟؟؟
أبو حسين : يول والله زهدني أتقلب على بطني وصفاحي مثل الذبيحة طبعاً سلمت اللوحات لأم حسين وخرجت عن الخدمة الليلية من سنة يمچن ؟ ورحت أول البارح عالوطني وما أندل غرفة تصوير الطبقي المروحي وفتت لقيت ممرض وممرضة خانسين يااخوك جفلم يومني فتحت الباب والعجي زجر علي وقلتلو ظهري يصل علي وأريد غرفة التصوير ومزحت معاه قلتلو صورنا كلنا سوا حت لونا مصلخين ، وإنطوني موعد بعد شهر !!
طالعي الدواشك والسفنجات والجوادل والبطانيات واللحف وشريهن عالشمس خلهن يتهوّن شوي ، أم حمادي تحاچي بنتها الچبيرة مريم .
حمادي : يابا فوت إفطرم بالحوش حطت أمي خاثر وجبنة وحلاوة . وسوم چيدان چاي جديد والخبز حار توني جبتو .
طنبر مازوت يجرو كديش مكتوب عليه من ورا (( غدار يازمن )) وعلى صفحة الطنبر مكتوب رقم الشكاوي ١١٢ .
شكد اللتر عندك ؟؟؟ يسأل أبو حسين بياع المازوت ،
البياع : اللتر ب ٢٢ ليرة شغل محطة أبو هيف
أبو حمادي : يوال بصلاة محمد چم تنكة مي خالطو ؟؟
بياع : الله يسامحك حجي والله مابي نقطة مي بعرض أختي من فرد المحطة عالطنبر . طبعاً على إيدو داگ (( بحمى الرحمن ورضاكي ياأمي ))
أم خالد جارة أم محمد (( أم حمادي )) واقفة على باب الحوش شايلة بيدها چيس سكر أبيض فاضي وتصيح :
أم محمد هرواحي عجل ماتروحين عالدويرة نجيب الخضرة يولي ألحز النساوين تنكي الخضرة الزينة وإحنا يضللنا هرارة السحارات .
أم محمد : أجب عبايتي علي وأجيك فوتي فوتي . يامحمد يامحمد شبي وجهج شبي وجهج ، أم محمد تحاچي بنتها ؟
البنية وجها أسود مو مبينات ألا عيونها وسنونها وجها كلو شحوار وشعرها كل شعرة لحالها نافضة عليها الصوبة .
الحادية عشر ظهراً ..
عجيان الحارة الصغار هذول دوامهم فوج ثاني بعد الظهر جم يركضون من راس الحارة وجوهم صفر وحفيانين ويصيحون جا الرئيس جا الرئيس ، أبو محمد وأبو حسين لسعهم قاعدين برا جدام باب الحوش ، چان يفوت عالحارة الوفد : المحافظ ، مدير مكتبو ، رئيس البلدية ، العجيان كل واحد وقف بزاوية وحاط إيدو جوا بنطرونو وفاتح إثمو إنلجمم أول مرة يشوفون هالاشكال . عجي يقول للثاني يوال هذا حافظ الاسد ،
العجي الثاني : لا يوال هذا رئيس امريكا حافظ اسد أصلع ،
فات الوفد عالحارة ، الحارة صايرة هضاب وسهول لانها لسعها تراب مو زفت وكولات مي من المطر وتنكات الكناسة فاضيات حت بسوس مابي بالحارة بسبب تردي الاحوال الاقتصادية
أبو محمد : ليجاي ليجاي ياشباب زارتنا البركة تفظلم ، يصيح لابنو محمد يامحمممممد يامحمممد تعال ، جا محمد يركض زاد فتح اثمو من منظر الكرافيتات والقنادر التلامع
أبو محمد : فوت جيب كراسي بي واحد شرجي الدور وواحد بالحمام ، وجددم چيدان الچاي
جابم الكراسي وكعدم الضيوف . هين بهالأوقات عجيان الحارة چانم بايقين طوس جنوط السيارات وشخطم بالتيول كل صاج السيارات ، ((انتقام مدفون))
مدير مكتب المحافظ : السلام عليكم ورحمة الله شلونكم ياحجي اليوم سيادة المحافظ (( نفاخ )) والسيد رئيس البلدية چايين زيارة عالحارة وبدهم يشوفون طلباتكم والحارة شلازمها .
أبو حسين جدامو السطل الابيض وجعد يموص الكاسات ويغسلهن للضيوف ويقول والله بيكم البركة جيتم تتفگدون هالناس المحافظ الاولي أبو نجيب كرعتو يقولنها فردة طيز مهبول تلج لج حرام اذا بعمرو مر على هالحارات المصخمة . فات يركض حمادي على إمو يوووم يوووم المحافظ ورئيس البلدية قاعدين عندنا على اثم الباب .
إم محمد : أي بلا من طيزك الاسود ماتقلي شيسوون عندنا ؟؟؟ أبوك اكثر زلمة واصل بالدولة يعرفو حارس باب مرأب البلدية ،
مقابيل مو قاعدين الضيوف تماماً عجي عمرو ٥ سنين تلّس بنطرونو وقعد يخرا جدامهم .
أبو محمد : قووووم ولاك ينعن أبو هالرباية الوصخة روح فوت جوا على بيت المي بحوشكم .
أبو حسين : لا تصيح عالوليد لسعو عجي زغير وبعدين يمكن طهارتهم طايفة ومسكرة نص الحارة بيوت المي عندهم مسكرة والكرسي الفرنجي مانعرف نستعملو خلهم بالتالي يسمدون أرض هالحارة كلو سماد سماد . هين رئيس البلدية بلع ريجو .
طلع شب يركض من بيت شايل جرة غاز فاضية ،
رجع الجرة ياابن الكلب رجعها . أم خليل حايدة ابنها ، خلاوي مفلس ويريد يبيع جرة الغاز ،
المحافظ يسأل أبو محمد : شلونكم وشلون أوضاعكم المعيشية وأموركم ؟؟؟
صبلهم الچاي ابو حسين والكاسات يلمعن على ضو الشمس ولون الجاي بني شمسي ونظاف من كثر ماساطهن ابو حسين .
أبو محمد : إشلون زعم وضعنا ياسيادة المحافظ والله حرام اذا بعمرو حدا من الدولة مر وسأل علينا مابي الا جابي الكهربا وجابي المي واحدهم يقول قرباطية مضيعة كرارها من صباح الله : هااا وهو هااا وهووو وجيع الله اليبط بطونهم يجون طلابة يقول حلال أبوهم ،
يرد أبو حسين ربك حت بوق الكهرباا من الدولة حلال حلال حلال شيخ جامعنا قالها ولون لاحين عليه شوي عطانا بيها حديث نبوي .
أم محمد تحاچي بنتها بنيتي بنيتي مثل الذيبة تگشين الدور والحوش ماتعرفين يمچن المحافظ يفوت يشوف البيت وبعدها تطلعين وتحطين ملفعچ على راسچ وتكشين الشارع جدام بيتنا ومنو زاد تشوفين المحافظ حقوقي ، والوصخ التگشينو تدربينو جدام بيت أم خليل ريتني اعدمها بالنهار الفضيل ،
بنت أم محمد : اليوم أربعاء يوم مهو جمعة .
أم محمد : يولي عجل كل نهار يجيبنا المحافظ والله هاليوم على قلبي مثل عيد الضحية ، ملفعي الاحمر الجديد وينو ؟؟؟
الواحدة ظهراً ....
المحافظ يخاطب أهل الحارة : ياإخوة لاتفكرون أذا مانزوركم يعني موعرفانين شو عم بيصير بالحارات النائية
محمد إبن أبو محمد شايل مصنف ومتبسمر فوق راس مدير مكتب المحافظ وكل شوي يدقو بمفتاح البيت ، قلو أمانة قلو أني خريج معهد موسيقى وماعندنا تثبيت وربعي كلها دبرت واسطات وتعينت بعقود شهرية بالخدمات ، شوفير المحافظ من المزارع يمسد بهالشوارب وماشال عينو على بنت أبو محمد الجعد تكش الشارع الصاقط يريد يتجوز على مرتو ، أم خليل تاجرة كودري و هباري عراقيات ماركة " دق الورد" يومن سمعت المحافظ موجود جت من بعيد شايلة جيس بي قماشة كودري وهباري دق الورد . السلام عليكم يامرحبا يامرحبا والله مابي شي من واجبكم بس هذن هدايا للمدام ، فتح الچيس رئيس البلدية وضحك ضحكة مصخرة على مبدأ شنو هذا وحط الچيس جوا الكرسي ، أبو حسين مراقب كلشي يدحق على رئيس البلدية ويقول لأبو محمد : يارجل أعرفلك مسؤول من عندنا من الجرية يومن يجون عليه ربعنا من الجرية والله المساكين محملين سمن عربي وجبنة ونوبات حت خرفان مرتو الحضرية تريد بس تكرفتهم وأول مايطلعون تخلي الخدامة تشطف البيت كلو ، الله يرحم چان يلبجونو بالجرية سرداحة ،
وأعرف زاد أنوب مسوؤل حيل چبير بالرقة
بالصيف أم فلان (( مرتو )) ماتاخذ هداية ألا مكيفات وبالشتا ذهب ،
إيييييه الله يرحم يومن چانت إمو تبردلهم المي بقلب بيدونة ملفوفة بچوالة ويكبون عالچوالة مي ،
أم خليل داخلة عالله وعليك ياسيادة المحافظ شغلي ابني ،
المحافظ : شو بيشتغل حالياً ؟؟
أبو حسين : مع نص شباب الحارة متحندلين
المحافظ : شلون يعني متحندلين ؟؟
أبو حسين : يعني يوقفون يستنون تريلات الشوندر التروح على معمل السكر ويتحندلون عليها ويبوقون نص التريلة ويبعونها فرط بالسوق سودة . تعرف إنت الفراغ يسوي كلشي ،
فات أبو محمد عالبيت ، يحاچي أم محمد ها شنسويلهم غدا . بنت أبو محمد يابا أدز محمد على بيض ومرتديلا وخيار وبندورة .
رجعت الويلاد من المدرسة الفوج الاول ، مسوين حلقة حول الوفد ، المحافظ طقمو من فرنسا هدية من رئيس دائرة ومدير مكتبو بالشهر يشتري من ملبوسات 400 ب١٥٠٠٠ والفاتورة تنصرف نثرية ، المحافظ حس حالو متحاوف من كل مكان ، رجع عالخطابات القيادية : والله ياجماعة احنا والقيادة ماننام لنصاص الليالي وسهرانين على راحة المواطن ،
أبو حسين : بلا والله صحيح يدحق على رئيس البلدية أبو فلان انت تنام الليل ،
رئيس البلدية بكل عنفوان : لا والله الله العالم الليل ما نناموا نفكر بمشاكل المواطنين ،
أبو حسين : أدريبك والله أدريبك ماتقدر تنام من كثر مابگت نامت عليك سلمى الليالي الله لايشبعك بجاه سيدنا محمد نهبوتنا نهاب الدار التعمر جديد تاخذون عليها ٥٠ الف ،
أبو محمد يصيح لمحمد : محمد بي ألف وركة أني شايلها عند إمك حق مازوت روح خذها منها ومثل السبع تروح على فروج الربيع تجيب غدا للضيوف صحيح مابالحال شيا بس الضيف ضيف الله ، أم محمد لبست الملفع الاحمر الجديد وتحاچي المحافظ : شنونك سيادة المحافظ عندي ابن سلفتي توظف بالبحوث الزراعية والله لا أصحى ولا أفطن من محمدنا ، داخلة عالله وعليك تلگالو عقد لونو ثلث شهور ، لونو يعدلكم سنابل الحنطة أهم شي أقول جدام النساوين محمد توظف نريد نخطبلو محتا قدرانين عبنو كراط خبز (( عاطل عن العمل )) ، بهالاقاوت خلاوي ابن ام خليل چان فاتح طبون سيارة المحافظ وشبي هداية مكوش عليهن ومبدلهن بكلشة بايقها من الجامع ، والله جا الغدا وفات الوفد تغدا والحارة كلها زلم ونسوان وعجيان يدحقون عالوفد شلون ياكل وريحة الفروج المشوي جابت حت بسوس شمال السكة ،
شرب چاي الوفد ويومن يريدون يطلعون أبو حسين كمش المحافظ من إيدو وقالوا شفتني اني ماطلبت شي حت موعد للطبقي المروحي بالوطني مشان ظهري ماطلبت منك بس تعال أريد أشوفك شغلة : فوتو على بيت بالحارة وفتحلو باب غرفة الغرفة بيها شب كسيحة (( معاق )) ممدد على سفنجة ومغطي بجودلي .
أبو حسين : ياسيادة المحافظ الشب هذا إمو حالياً تشتغل مستخدمة (( أذنة )) بالمشفى الوطني تطلع من الصبح ماترجع لبعد المسا لانو بعد ماتخلص ورديتها من الوطني تكملها بالمشهداني ، صارلها ثلاثين سنة تكد مثل الحيوانة تاتجيب المازوت تايموت هالفقير من البرد ، ونسوان المسوؤلين ماتنام الا دايرة طيزها على صوبة الاولمر ، ترانا زاد بني أدمين وناكل ونشرب ونحس مثلكم . إحنا مانعتب عليكم لا والله انتم تضلون غٌرب عن الرقة إحنا مانعتب ألا عالمسؤولين ولد الرقة الما نفعم هالناس المساكين المحسوبين اهلهم ، والمسؤول الزين والقلبو على أهل بلدو كلنا نعرفو وتراهم ينعدون عالاصابع . شرفتنا سيادة المحافظ وإن ردت تعيد الزيارة بعد شهرين ثلاث وماظنتي ، عود جيبم معاكم سفينة زغيرة تاتقدرون توصلون للبيوت .